ماذا لو اختفت الجاذبية فجأة

هل تتذكر ذلك الشعور المزعج عندما كنت طفلا، تحاول القفز في الهواء بقدر الإمكان، لكن هناك شيء ما يرجعك إلى الأرض؟ حسنا، ذلك ''الشيء'': أمك. كلا، مهلا، إنها أم الجميع، والتي تسمى ''الجاذبية''. على غرار أمك، موجودة دائما، لا تتغير أبدا، ولا يمكنك أن تخالف قوانينها. لكن هكذا أفضل! إن اختفت جاذبية الأرض في أحد الأيام، فستكون عواقبها وخيمة.

تعتمد الجاذبية على الكتلة، التي ترتبط بدورها بالمادة. كلما ازدادت المادة لديك، أصبحت الكتلة أكبر. وكلما أصبحت الكتلة أكبر، صارت قوة الجاذبية للجسم أقوى. ربما لقد لاحظت من قبل أن الجاذبية على كوكبنا لا تتغير أبدا، أليس كذلك؟ وذلك بسبب كتلة الأرض التي تظل نفسها. ماذا لو رمينا وراءنا كل ما يتعلق بعلم الفيزياء، ونتخيل فقط أنه في أحد الأيام، سيتصدع كوكب الأرض بشكل مروع، وتختفي الجاذبية تماما؟

• الجاذبية هي القوة التي تسحب الذرات في اتجاه بعضها البعض. كوكبنا مجموعة كبيرة جدا من الذرات، قد حشرت مع بعضهما البعض. لهذا السبب قوة جاذبيتها حقيقية وملموسة للغاية. • كلما ازدادت المادة لديك، أصبحت الكتلة أكبر. وكلما أصبحت الكتلة أكبر، صارت قوة الجاذبية للجسم أقوى. • إذا تمزقت أجزاء ضخمة من كوكبنا تحت قدميك، قد تتغير الجاذبية تدريجيا أيضا. • النتيجة الأكثر وضوحا ستكون ''الطفو'' في الجو. أقصد أنك، والسرير الذي تنام عليه، والمنبه وكوبك الذي لا يزال مليئا بالشاي، سترتفعون جميعها في الهواء. • إذا توقفت الجاذبية عن أداء مهامها، فكل شيء ملتصق بالأرض سيطير في الفضاء بكل بساطة. الأشخاص غير المحظوظين، الذي صادف وجودهم في الخارج عندما اختفت الجاذبية، سيرحلون في لمح البصر. • سيكون الأشخاص داخل المباني في مأمن أكبر، لكن ليس لوقت طويل. صحيح أن الهياكل من صنع الإنسان من المفترض أن تكون راسخة في الأرض. • أضف إلى ذلك، ستفقد الأرض أحد أصدقائها المقربين؛ القمر. الشيء الوحيد الذي كان له الفضل في عدم تحليق القمر إلى مكان بعيد، وإبقاء القمر الطبيعي لكوكبنا في مداره: جاذبية الأرض. • في وقت لاحقا، عندما تتوقف الحياة على وجه الأرض تماما (بدون أي هواء أو ماء)، سيعيث ''فقدان الجاذبية'' فسادا في كوكب الأرض في حد ذاته. • بدون القوة الأساسية التي تربط الأشياء ببعضها البعض، من المرجح أنها ستنقسم إلى قطع صغيرة وتطفو في اتجاه الفضاء. • ماذا لو حدث العكس تماما، وأصبحت الجاذبية أقوى، وليس فقط على كوكب الأرض، بل في كل مكان في الكون؟ هل سيؤثر ذلك على حياتك؟ • إذا تغيرت الجاذبية بشكل طفيف حتى، فسيؤدي ذلك إلى خلل في التوازن الحالي، وستتحرك الأرض في اتجاه مدار جديد. وكنتيجة لذلك، سيبدأ كوكبنا بالسفر حوالي 10٪ في اتجاه الشمس. • لن تحظى الجسور بأي فرصة في النجاة؛ ولا حتى المباني العملاقة، مثل ناطحات السحاب. قد تظل المنازل الصغيرة ثابتة في مكانها لبعض الوقت، لكن ستحتاج إلى تعزيزات. • تظهر التجارب في أجهزة الطرد المركزي أن الناس يمكنهم بسهولة تحمل ضعف جاذبية الأرض إلى ما يصل إلى 22 ساعة بدون إلحاق أي ضرر على صحتهم. • حتى البراكين الخامدة منذ آلاف السنين، ستستيقظ من سباتها العميق وتبدأ في تغيير سطح الأرض. • إذا أصبحت الجاذبية أقوى بمرتين مما هي عليه الآن، ستتدحرج الأرض نحو الشمس بمعدل مدهش.