mercredi 27 novembre 2019

ماذا لو غرقت التايتنك في الوقت الحاضر؟


أصبح السفرُ البحريّ اليوم أكثر أماناً من أي وقت سابق. لكن مع ذلك، إلى أي مدى يجب أن نقلق حول ذلك؟ هل من الممكن أن تحدث كارثة شبيهة بالتايتنك في الوقت الحاضر؟ قبل أن نتمكن من الإجابة على السؤال الرئيسي، يجب أن نعرف الأسباب التي قادت إلى غرق التايتنك وجعلها واحدةً من أسوأ الكوارث البحرية في التاريخ.
يعرف الجميعُ القصةَ الأساسية: اصطدمت السفينةُ بجبلٍ جليدي، ولم يكن هناك عددٌ كافٍ من قوارب النجاة. المشكلة الكبيرة الأولى التي ساهمت في هلاك السفينة مرتبطة بثقافة السفن في أوائل القرن العشرين. تعرَّضَ قباطنةُ هذه السفن لضغطٍ مستمر لاتباع الجداول الزمنية للرحلات القادِمة والمغادِرة بصرامة. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك اعتقادٌ شائع بأن الجبال الجليدية لا تشكل أي خطر كبير على السفن.

- في ذلك الوقت، كان من الشائع لمشغّلي راديو السفينة العمل لشركة خارجية. وكان نقلُ الرسائل إلى طاقم السفينة الأولوية الثانية بعد إرسال برقيات خاصة للركاب. - بالإضافة إلى ذلك، كان هناك اعتقادٌ شائع بأن الجبال الجليدية لا تشكل أي خطر كبير على السفن. - كما أن نقصَ قوارب النجاة كان بسبب سوء فهم كيفية حدوث أي اصطدام محتمل، وليس فقط لأنها ستكون غير ضرورية على متن سفينة لا تُقهر. - لم يتوقع أي أحد أبداً الحاجة لإخلاء جميع من كانوا على متن السفينة إلى قوارب نجاة. - في عام 1912، لم تكن السفن مطالبةً بعد بتوفير مشغل راديو على مدار الساعة وطوال الوقت. - ما زاد الطين بلة هو قيامُ مشغل راديو التايتنك بمشاركة معلومات تنسيقية خاطئة في نداء استغاثته. وهذا يعني أن السفن التي تلقت النداء واجهت صعوبة في العثور على مكان غرق التايتنك. - بعد غرق التايتنك، اعتُمِدَت الكثيرُ من الإجراءات الجديدة على أمل منع وقوع كوارث مماثلة. - كان من بين أولها إنشاءُ دوريات منتظمة للكشف عن الجليد في تلك المنطقة من شمال المحيط الأطلسي. - سببٌ آخر لتفوق الوقت الحالي على الماضي هو أن رصد الجبال الجليدية لدينا أصبح أكثر تطوراً وتقدماً. - لا يزال من الممكن وقوعُ حوادث، لذلك من الجيد أن السفن الكبيرة مطالبة في الوقت الحالي بحمل قوارب نجاة تكفي لجميع الركاب على متنها، كما يتلقى الطاقم تدريباتٍ على إجراءات الإخلاء الصحيح. - كما أن السفن الحديثة مطالبةٌ أيضاً بتوفير مشغّل راديو في جميع الأوقات. - كيف سيبدو سيناريو التايتنك في العصر الحديث؟ كارثةُ كوستا كونكورديا في عام 2012 قد تكون مثالاً جيداً على ذلك. - كانت السفينة السياحية الإيطالية تمر بالقرب من جزيرة جيجليو عندما اصطدمت بحافة هضبة تحت الماء. - تم الكشف عن وجود مصادر تشتيت عديدة على متن السفينة، مثل وجود حبيبة القبطان. - على عكس التايتنك، احتوت كونكورديا على قوارب نجاة كافية لإخلاء الجميع بأمان. - لو اصطدمت التايتنك بالجبل الجليدي اليوم، لقام خفر السواحل بإطلاق أسطول صغير من قوارب ومروحيات للمساعدة في الإخلاء. - مع وجود قائدٍ مؤهل للإشراف على عملية إخلاء منظمة، فقد لا تُعتبر حادثةُ التايتنك الحديثة كارثةً على الإطلاق.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire